نظمت
وزارة الداخلية مؤخراً في لندن
محاضرة للتعريف بجائزة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس
الوزراء، وزير الداخلية، للطلبة المبتعثين للدراسة خارج الدولة، والتي تم الإعلان
عنها الجمعة 28 نوفمبر 2014، في ملتقى الطلبة الإماراتيين في الولايات
المتحدة الأمريكية، الذي نظمته سفارة الدولة في
واشنطن للعام الخامس على التوالي تحت شعار "عونك يا وطن".
وألقى
المحاضرة اللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس
مجلس الوزراء وزير الداخلية، وجاءت تزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ
43، وحضرها سعادة عبدالرحمن غانم المطيوعي سفير الدولة لدى المملكة المتحدة
وعدد من الدبلوماسيين .
وقال
الأمين العام في محاضرته إن قيادات الدولة تحمل فكراً واحداً يؤمن بأن الإنسان هو
محور كل عملية حضارية، وهو جوهر أي فكر تنموي تسعى الدولة إلى تحقيقه بمختلف
المستويات .. مؤكداً أن توجه الدولة ورعايتها لأي برنامج إبداعي يعكسان حرصها
العميق على مشاركة أبنائها لقادتهم في مسيرة النهضة الشمولية التي
بدأتها الإمارات بعمق واستمرت فيها بقوة وثبات نتيجة التناغم الفكري والتلاحم
الوطني الذي يجمع أبناء المجتمع الإماراتي .
وأوضح
النعيمي أن هوية الفرد وانتماءه الوطني يفرضان عليه تبني منظومة فكرية متكاملة
تشمل ثقافته العامة المتجسدة في مشاعره وأحاسيسه وقيمه وآرائه الشخصية ولغته وعقيدته،
والتي يعبر عنها بمواقفه الفعلية على أرض الواقع، بما يؤكد حب الوطن والإخلاص له
والتضحية في سبيله بوصفه جزءاً لا يتجزأ من ذات الفرد الإنسانية التي تحتاج دوماً
إلى تطوير نفسها من خلال التسلح بالعلم والمعرفة والمهارات الشخصية التي تمكن
الفرد من مواجهة عالم متسارع الإيقاعات والتغيرات .
وركز
النعيمي على أدمغة الشباب والفكر الذي يحملونه بداخلها والذي يعتبر المحطة الأولى
التي تنطلق منها مسيرة المجتمع نحو التقدم والنماء، مشيراً إلى أن المعادلة
قد تنقلب في بعض الأحيان ويصبح فكر البعض هو المسبب الرئيسي لاختلال توزان
المجتمعات وبداية لفقدان استقرارها، بحيث يعمل هذا الفكر بشكل بطيء على هدم
أهم الأسس والثوابت التي يقوم عليها البنيان الاجتماعي، مؤكداً أن التطرف الفكري
أصبح القضية الكبرى التي تشغل بال المجتمعات المتحضرة التي تسعى إلى خلق توازن
فكري ونفساني بين كافة أطيافها وتركيباتها الاجتماعية، لتتمكن من المضي قدماً في
مسيرتها التنموية القائمة على تناغم جهود أفرادها لوحدة انتمائهم الوطني
.
وأكد أن
الإمارات بحاجة إلى فكر أبنائها وإلى تحفيز الإبداعات لدى شبابها، حيث إن الخطوط
العريضة التي سنها الآباء المؤسسون، قد أرست القواعد الأساسية لدولة الإمارات
الحديثة، إلا أن مسيرة النهضة التي لا تتوقف على أرض الدولة تحتاج دوماً إلى عقول
مفكرة وإلى أدمغة مبدعة تبني على ما قد تم تأسيسه وتضيف إليه كل يوم فكراً جديداً،
لافتاً إلى أن الانتماء الوطني يوجب على كل من ينتمي إلى هذه الأرض أن يتحلى
بالعزم والإصرار الذي نستشعره كل يوم في كلمات قياداتنا التي صنعت لنا من
أنفسها قدوة واضحة بأفعالها، ورسمت لنا بكل دقة ووضوح مستقبلاً واضح المعالم
ليكلله الأفراد بولائهم ومحبتهم بمشاركتهم الوجدانية والفكرية
.
وفي ختام
المحاضرة استعرض النعيمي الهيكلية العامة لوزارة الداخلية، موضحاً خطتها
الإستراتيجية من خلال بيان رؤيتها التي تهدف إلى أن تكون دولة الإمارات أفضل دول
العالم أمناً وسلامة، مستعرضاً فكرة الهيكل التنظيمي للوزارة واختصاصات إداراتها
ومجالسها واللجان المتفرعة عنها، وذلك لإعطاء فكرة عامة للحضور عن آلية عمل
الوزارة والمجالات الأمنية التي تمارسها إداراتها، وذلك لرفد هذه المجالات
بأفكارهم الإبداعية وتحفيزهم على المشاركة في الجائزة التي تم استعراض شروطها
وآلية المشاركة فيها لخدمة العمل المؤسسي في الدولة بشكل عام.
وحث
النعيمي الطلبة على الإبداع والابتكار والتميز استجابة لتوجيهات القيادة العليا
بأن يكون عام 2015 عاماً للابتكار، والمشاركة في هذه الجائزة التي تمنح لمن يمثل
الدولة في الخارج أفضل تمثيل باحترام قوانين الدولة التي يقيم فيها والجهة
التعليمية التي تم ابتعاثه إليها والتفوق في تحصيله العلمي، أو لمن يتقدم بأفضل
فكرة إبداعية ترفد الدولة بفكر جديد يزيد من فاعلية أداء مؤسساتها، داعياً الحضور
إلى عدم الاستهانة بأية فكرة قد ترد بخواطرهم لأن بعض الأفكار البسيطة قد تحمل في
داخلها أثراً عظيماً إذا ما نفذت بإيمان وإخلاص عميقين.
وتسعى الجائزة
إلى إبراز وتحفيز طلبة الإمارات المبتعثين في جميع دول العالم خاصة المتميزين
والمبدعين منهم، وتشجيعهم على الإبداع والابتكار في المجالات الشرطية
والأمنية كالمرور والدفاع المدني والمؤسسات الإصلاحية، إضافة إلى المجالات غير
الأمنية التي تخدم عمل المؤسسات كما تعكس التمثيل المشرف للدولة في الخارج
.
وتشمل الجائزة
فئتين رئيسيتين هما جائزة التمثيل الوطني وجائزة الأفكار الإبداعية،
حيث تمنح جائزة التمثيل الوطني لأفضل 3 طلبة برزوا في تمثيل الدولة
وإظهار الهوية الإماراتية من خلال احترام الأنظمة والقوانين التابعة للجهة
التعليمية أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية والبيئية التطوعية إلى جانب
تفوقهم في تحصيلهم العلمي والأكاديمي .
وتمنح جائزة الأفكار
الإبداعية إلى كل من يتقدم بفكرة تسهم في تحقيق أهداف حكومة دولة الإمارات بشكل
عام والأهداف الإستراتيجية لوزارة الداخلية بشكل خاص بحيث تكون الفكرة المقدمة
سهلة وممكنة التطبيق وتتوافر فيها عناصر الابتكار والتميز مع تحقيق أثر إيجابي على
المجتمع .
ومن
المقرر أن يزور فريق عمل خاص بالجائزة الدول ذات الكثافة الطلابية،
كما ستنشر شروط الجائزة على موقع وزارة الداخلية، وتربط مواقع السفارات
بصفحة الجائزة، إلى جانب تجهيز تطبيق ذكي تنشر من خلاله دورات التثقيف
عن الجائزة .
03/12/2014